این سورة الطور باجماع مفسران مکى است، بمکه فرو آمد از آسمان.


هزار و پانصد حرف است و سیصد و دوازده کلمت و چهل و نه آیت و در این سورة دو آیت منسوخ است یکى: قلْ تربصوا فإنی معکمْ من الْمتربصین بآیت سیف منسوخ است و دیگر آیت: و اصْبرْ لحکْم ربک، معنى صبر منسوخ است بآیت سیف. و در فضیلت سورة ابى کعب روایت کند از


مصطفى (ص) قال من قرأ سورة الطور کان حقا على الله عز و جل ان یومنه من عذابه و ان ینعمه فى جنته.


قوله: و الطور نامى است از نامهاى کوه بلغة سریانى و درین موضع مراد آن کوه است که رب العالمین سخن فرمود با موسى بر آن کوه در آن زمین مقدسه در ناحیه مدین و گفته‏اند نام آن کوه زبیر است همانست که رب العالمین جایى دیگر فرمود: و طور سینین یعنى جبل المبارک. مقاتل بن حیان گفت دو کوه‏اند در شام یکى طور تینا یکى طور زیتا و هما ینبتان التین و الزیتون و قیل هن اربعة طور تینا و هو دمشق و طور زیتا و هو بیت المقدس و طور سینا و هو جبل موسى و طور تمینایا و هو مکه و قیل معناه و رب الطور قوله: و کتاب مسْطور، فی رق منْشور السطر الکتابة و المسطور المکتوب و الرق و الورق واحد و المنشور المفتوح الذى نشر عن الطى للقراءة.


و اختلفوا فى هذا الکتاب. فقال الکلبى هو ما کتب الله بیده لموسى (ع) من التوریة و موسى سمع صریر القلم و قیل هو اللوح المحفوظ و قیل الکتاب المسطور آخر سطر فى اللوح المحفوظ و هو سبقت رحمتى غضبى، من اتانى بشهادة ان لا اله الا الله ادخلته الجنة و قیل هو القرآن المکتوب فى المصاحف و قیل هو دیوان الحفظة تخرج الیهم یوم القیمة منشورة فآخذ بیمینه و آخذ بشماله، نظیره قوله: و نخْرج له یوْم الْقیامة کتابا یلْقاه منْشورا


و قال تعالى: و إذا الصحف نشرتْ، و قیل هو ما کتب الله فى قلوب الاولیاء من الایمان، دلیله قوله: أولئک کتب فی قلوبهم الْإیمان.


و الْبیْت الْمعْمور، اى المأهول و هو بیت فى السماء السابعة حذاء العرش بحیال الکعبة یقال له الصراح، حرمته فى السماء کحرمة الکعبة فى الارض یدخله کل یوم سبعون الفا من الملائکة یطوفون به و یصلون فیه ثم لا یعودون الیه ابدا، و قیل کان بیت المعمور من الجنة فحمل الى الارض لاجل آدم علیه السلام ثم رفع الى السماء ایام الطوفان. و فى اخبار المعراج قال النبى (ص) رایت فى السماء السابعة البیت المعمور و اذا امامه بحر و اذا بزمر من الملائکة یخوضون البحر و یخرجون فینتقضون فى اجنحتهم فیخلق الله من کل قطرة ملکا یطوف به فدخلته و صلیت فیه‏


و قال الحسن البیت المعمور الکعبة البیت الحرام الذى هو معمور من الناس یعمره الله کل سنة، اول مسجد وضع للعبادة فى الارض، و المعمور الماهول و قیل هو من القصد و قیل من العمارة.


و السقْف الْمرْفوع، یعنى السماء نظیره قوله: و جعلْنا السماء سقْفا محْفوظا و قیل السقف المرفوع العرش.


و الْبحْر الْمسْجور یعنى المملوء ماء و هو البحر الذى علیه العرش و عن على (ع) قال البحر المسجور بحر تحت العرش غمره کما بین سبع سماوات الى سبع ارضین، فیه ماء غلیظ یقال له بحر الحیوان یمطر العباد بعد النفخة الاولى اربعین صباحا فینبتون فى قبورهم‏


و هذا قول مقاتل و قال ابن عباس و الضحاک و محمد بن کعب: الْبحْر الْمسْجور، اى الموقد نارا بمنزلة التنور المسجور و ذلک ما روى ان الله عز و جل یجعل البحار کلها یوم القیمة نارا فیزاد بها فى نار جهنم کما قال تعالى: و إذا الْبحار سجرتْ و جاء فى الحدیث عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (ص) لا یرکبن رجل بحرا الا غازیا او معتمرا او حاجا فان تحت البحر نارا و تحت النار بحر او قال (ص) البحر نار فى نار.


اقسم الله بهذه الاشیاء. إن عذاب ربک لواقع، العذاب هاهنا هو الساعة لانها بما فیها للکافرین عذاب.


ما له منْ دافع هذا کقوله: لا مرد له من الله. قال جبیر بن مطعم قدمت المدینة لاکلم رسول الله (ص) فى اسارى بدر. فدفعت الیه و هو یصلى باصحابه المغرب و صوته یخرج من المسجد فسمعته یقرأ: و الطور و کتاب مسْطور الى قوله: إن عذاب ربک لواقع ما له منْ دافع. فکانما صدع قلبى حین سمعته فکان اول ما دخل قلبى الاسلام فاسلمت خوفا من نزول العذاب و ما کنت اظن انى اقوم من مکانى حتى یقع بى العذاب. ثم بین انه متى یقع فقال: یوْم تمور السماء موْرا. اى تدور کدوران الرحى و تتکفأ باهلها کما تتکفأ السفینة. قال قتاده تتحرک و قال عطاء الخراسانى تختلف اجزاوها بعضها فى بعض و قیل تضطرب، و المور جمیع هذه المعانى فهو فى اللغة، الذهاب و المجى‏ء و التردد و الدوران و الاضطراب، هذا کقوله عز و جل فإذا هی تمور. یقال تنقاض السماء ثم تمور فتنهار فتختلط بعض الملائکة ببعض. قوله: و تسیر الْجبال سیْرا هذا کقوله یوْم نسیر الْجبال و إذا الْجبال سیرتْ یعنى فى الهواء و قیل تزول عن اماکنها و تصیر هباء منبثا.


فویْل یوْمئذ یعنى فشدة عذاب یومئذ للمکذبین.


الذین همْ فی خوْض یلْعبون، اى یخوضون فى الباطل یلعبون غافلین لاهین، الخوض و اللعب و الکذب واحد و التاویل: الذین هم فى انکار البعث و تکذیب محمد (ص) و سائر الانبیاء یلعبون من غیر بیان و حجة و قیل فى اسباب الدنیا یلعبون من غیر فکر فى ثواب و عقاب.


یوْم یدعون إلى‏ نار جهنم اى یدفعون الیها دعا اى دفعا بعنف و جفوة و ذلک ان خزنة جهنم یغلون ایدیهم الى اعناقهم و یجمعون نواصیهم الى اقدامهم ثم یدفعونهم الى النار دفعا على وجوههم و زخا فى اقفیتهم حتى یردوا النار فاذا دنوا من النار قال لهم الخزنة: هذه النار التی کنْتمْ بها تکذبون فى الدنیا.


أ فسحْر هذا یعنى أ کان الوعید بهذا العذاب و الاخبار سحرا کما زعمتم فى الدنیا، أمْ أنْتمْ ام کنتم لا تبْصرون و قیل عنفوا و وبخوا بمثل ما کانوا ینسبون النبى (ص) الیه من السحر و تسکیر البصر و الاخذ بالاعین فقیل لهم أ تمویه هذا و حیلة ام غطى على ابصارکم فلا تبصرون.


اصْلوْها ادخلوها و قاسوا شدتها فاصْبروا أوْ لا تصْبروا سواء علیْکمْ الصبر و الجزع إنما تجْزوْن ما کنْتمْ تعْملون اى هذا جزاء اعمالکم.


إن الْمتقین فی جنات و نعیم.


فاکهین اى معجبین و الفاکه المعجب و قیل ناعمین فرحین و قیل الفاکه الذى عنده الفاکهة و الفاکهة طعام من ثمار یتناولون للذة لا للغذاء بما آتاهمْ ربهمْ و وقاهمْ ربهمْ عذاب الْجحیم و یقال لهم.


کلوا و اشْربوا هنیئا لا داء و لا غائلة و لا اثم و لا موت فیه و لا تنقیص للذاته هنیئا مصدر اى هنئتهم هنیئا بما کنْتمْ تعْملون.


متکئین جالسین على‏ سرر جمع سریر مصْفوفة اى موصولة بعضها ببعض و قیل مرمولة بالذهب و الفضة و الصف مد الشی‏ء على الولاء و زوجْناهمْ قرناهم بحور عین و المعنى جعلنا ذکران اهل الجنة ازواجا للحور العین و معنى الباء انهم صاروا بسبهن ازواجا و قیل زوجت به لغة.


قوله و الذین آمنوا و اتبعتْهمْ ذریتهمْ معناه الذین آمنوا بمحمد و القران ندخلهم الجنة و اتبعناهم ذریاتهم قرء ابو عمر اتبعناهم بقطع الالف على التعظیم، ذریاتهم بالالف و کسر التاء فیها لقوله الحقنا بهم و ما التناهم لیکون الکلام على نسق واحد و قرأ الآخرون و اتبعتهم بوصل الالف و تشدید التاء بعدها و سکون التاء الآخرة ثم، اختلفوا فى ذریتهم قرأ نافع الاولى بغیر الف و ضم التاء و الثانیة بالالف و کسر التاء و قرء ابن عامر و یعقوب کلیهما بالالف و ضم التاء فى الاولى و نصبها فى الثانیة.


و اختلفوا فى معنى الایة فقال قوم و الذین آمنوا و اتبعتهم ذریتهم بایمان یعنى اولادهم الصغار و الکبار فالکبار بایمانهم بانفسهم و الصغار بایمان آبائهم فان الولد الصغیر یحکم باسلامه تبعا لاحد الأبوین،... الحقنا ذریتهم المومنین بدرجاتهم و ان لم یبلغوا باعمالهم درجات آبائهم تکرمة لآبائهم لتقر بذلک اعینهم و هى روایة سعید بن جبیر عن ابن عباس و قال آخرون معناه و الذین آمنوا و اتبعتهم ذریتهم البالغون بایمان الحقنا بهم ذریتهم الصغار الذین لم یبلغوا الایمان بایمان آبائهم و هو قول الضحاک. و روایة العوفى عن ابن عباس اخبر الله عز و جل انه یجمع لعبده المومن ذریته فى الجنة کما کان یحب فى الدنیا ان یجتمعوا له و یدخلهم الجنة بفضله و یلحقهم بدرجته لعمل ابیهم من غیر ان ینقص الآباء من اعمالهم شیئا فذلک قوله: و ما ألتْناهمْ اى ما نقصناهم منْ عملهمْ منْ شیْ‏ء. الهاء و المیم راجعتان الى الذین آمنوا، یقال آلت یالت و آلت یالت و الات یلیت و لات یلیت اذا نقص. قرء ابن کثیر التناهم بکسر اللام و الباقون بفتحها و فى الخبر عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص) ان الله یرفع ذریة المومن فى درجته و ان کانوا دونه فى العمل لتقر بهم عینه ثم قرء و الذین آمنوا و اتبعتْهمْ ذریتهمْ... الایة


و عن على (ع) قال سألت خدیجه النبى (ص) عن ولدین لها ماتا فى الجاهلیة فقال (ص) هما فى النار فلما راى الکراهیة فى وجهها قال لو رایت مکانهما لا بغضتهما قالت یا رسول الله فولدى منک قال فى الجنة ثم قال رسول الله (ص) ان المومنین و اولادهم فى الجنة و ان المشرکین و اولادهم فى النار ثم قرء رسول الله (ص) و الذین آمنوا و اتبعناهم ذریاتهم... الایة


و عن ابن عباس عن النبى (ص) قال اذا دخل اهل الجنة الجنة یسأل عن ابویه و زوجته و ولده فیقال انهم لم یدرکوا ما ادرکت فیقول لقد عملت لى و لهم فیومر بالحاقهم به‏


و تلا ابن عباس هذه الآیة کل امْرئ بما کسب رهین اى بما کسب من الخیر و الشر مرهون فیوخذ بذنبه و لا یوخذ بذنب غیره هذا کقوله و لا تزر وازرة وزْر أخْرى‏، و قال تعالى کل نفْس بما کسبتْ رهینة.


قوله: و أمْددْناهمْ بفاکهة و لحْم مما یشْتهون اى ذلک دائم لهم لا ینقطع و فى الخبر انک لتشتهى الطیر فى الجنة فیخر بین یدیک مشویا


و قیل یقع الطائر بین یدى الرجل فى الجنة فیاکل منه قدیرا و قدیرا و شواء ثم یطیر الى النهر.


قوله: یتنازعون فیها کأْسا. یتعاطونها طربا و الکأس کلها فى القران کاس الخمر لا لغْو فیها اى لا فضول فیها و قیل لاسباب فیها و لا تخاصم و لا کذب و لا باطل... و لا تأْثیم اى لا اثم فى شربها کما فى الدنیا. قال ابن عطاء اى لغو یکون فى مجلس محله جنة عدن و الساقى فیه الملائکة و شربهم على ذکر الله و ریحانهم تحیة من عند الله مبارکة طیبة و القوم اضیاف الله.


و یطوف علیْهمْ بالخدمة و قیل بالکأس و الفاکهة غلْمان لهم کأنهمْ فى الحسن و البیاض و الصفاء لوْلو مکْنون مخزون مصون لم تمسه الایدى و قیل مصون یعنى فى الصدف مستور عن الشمس و الغبار و قیل هم اولادهم الذین سبقوهم اقر الله بهم اعینهم. و قال الحسن اولاد المشرکین ذکورهم غلمان اهل الجنة و اناثهم هن الحور العین و اولاد المومنین مع آبائهم على هیئتهم التی کانوا علیها.


روى عایشه قالت قال رسول الله (ص) ان ادنى اهل الجنة منزلة من ینادى الخادم من خدامه فیجیبه الف ینادى کلهم لبیک لبیک‏


و عن عبد الله بن عمرو قال ما من احد من اهل الجنة الا یسعى علیه الف غلام کل غلام على عمل ما علیه صاحبه‏


روى ان الحسن تلا هذه الایة قال قالوا یا رسول الله الخادم کاللولو فکیف المخدوم قال فضل المخدوم على الخادم کفضل القمر لیلة البدر على سائر الکواکب.


و أقْبل بعْضهمْ على‏ بعْض یتساءلون اى یسئل بعضهم بعضا عن سبب نیلهم الجنة.


قالوا إنا کنا قبْل فی أهْلنا مشْفقین موقنین بوعده و وعیده خائفین من عصیانه قال ابن جریر ان هذا التساول عند البعث من القبور.


فمن الله علیْنا بالمغفرة و الرحمة و قیل بالهدایة و التوفیق فى الدنیا و وقانا عذاب السموم یعنى الحر الشدید من نار او هواء او ریح و قال الحسن السموم اسم من اسماء جهنم.


إنا کنا منْ قبْل یعنى فى الدنیا ندْعوه. ان یتفضل و یمن علینا بالمغفرة، إنه هو الْبر الرحیم قرء نافع و الکسائى و ابو جعفر انه بفتح الالف اى لانه او بانه هو البر الصادق فى وعده، اللطیف الرحیم بالمومنین.


فذکرْ یا محمد بالقرآن فما أنْت بنعْمة ربک اى برحمة ربک و قیل برسالة ربک بکاهن و لا مجْنون کما زعموا، و التقدیر ما انت بکاهن و لا مجنون بنعمة ربک. الکاهن الذى یقول ان معى رئیا من الجن اى انهم علموا انه لیس لک کهانة و لا جنون و انما قالوه على جهة الاشتفاء کالسفیه اذا بسط لسانه فیمن یسبه مما یعلم انه برى‏ء مما یقوله.


أمْ یقولون شاعر سموه شاعرا لان عندهم الشاعر یقول الشعر بمعاونة الجن ایاه، فقالوا لکل شاعر معین من الجن و کذلک المجنون عندهم من یکون معه جنى یعلمه و على هذا قالوا معلم مجْنون. نتربص به ریْب الْمنون اى حوادث الدهر، و المنون الدهر و قیل هو الموت، و المن النقص، سمیا بذلک لان الدهر و الموت کلاهما یقطعان الاجل و ینقصان العمر. و فى بعض التفاسیر ان المجتمعین فى دار الندوة قالوا تربصوا بمحمد الموت یکفکموه کما کفاکم شاعر بنى فلان و شاعر بنى فلان، قالوا ان اباه مات شابا و نحن نرجو أن یکون موته کموت ابیه.


قلْ تربصوا فإنی معکمْ من الْمتربصین حتى یأتى امر الله فیکم، معناه ما ترجونه فى محمد لا یکون و ما ینتظره فیکم یقع عن قریب و جاء فى التفسیر ان جمیعهم ماتوا قبل رسول الله. و قیل الذى هددهم به نالهم یوم بدر و قیل هذه الایة منسوخة بآیة القتال أمْ تأْمرهمْ أحْلامهمْ فى هذه الآیات الزامات و هى خمسة عشر قبلته عقولهم ان لم یکابروا، و ام فى هذه الآیات للاستفهام بمعنى بل و بمعنى الالف و معنى اکثرها الانکار و معنى بعضها الاثبات. أمْ تأْمرهمْ أحْلامهمْ اى عقولهم و الحلم اى العقل و قیل الحلم اشرف فیوصف الله سبحانه بالحلم و لا یوصف بالعقل و قد ینفى الحلم عمن یوصف بالعقل و قیل الحلم الامهال الذى یدعو الیه الحکمة. قال المفسرون ان عظماء قریش کانوا یوصفون بالاحلام و العقول فى الجاهلیة فازرى الله بعقولهم حین لم تثمر لهم معرفة الحق من الباطل و قیل لعمرو بن العاص ما بال قومک لم یومنوا و قد وصفهم الله بالعقول فقال تلک عقول کادها الله اى لم یصحبها التوفیق و فى الخبر ان الله عز و جل لما خلق العقل قال له ادبر فادبر ثم قال له اقبل فاقبل فقال انى لم اخلق خلقا اکرم على منک، بک اعبد و بک اعطى و بک آخذ.


قال ابو عبد الله المغربى لما قال الله ذلک تداخله العجب فعوقب من ساعته فقیل له التفت فلما التفت نظر الى ما هو احسن منه فقال من انت قال انا الذى لا تقوم الا بى، قال و من انت، قال التوفیق. روى ان صفوان بن امیة فخر على رجل فقال انا صفوان ابن امیة بن خلف بن فلان فبلغ ذلک عمر فارسل الیه و غضب فلما جاء قال ثکلتک امک ما قلت، قال فهاب عمر ان یتکلم فقال عمر ان کان لک تقوى فان لک کرما و ان کان لک عقل فان لک اصلا و ان کان لک خلق حسن فان لک مروة و الا فانت شر من الکلب.


... أمْ همْ قوْم طاغون معناه بل هم قوم مجاوزون الحد فى الکفر و قیل معناه ام تأمرهم احلامهم بهذا ام طغیانهم یحملهم على هذا.


أمْ یقولون تقوله محمد من تلقاء نفسه، بلْ لا یوْمنون اى لیس الامر کما زعموا بل لا یومنون بالقرآن استکبارا و عتوا.


فلْیأْتوا بحدیث مثْله إنْ کانوا صادقین. معناه ان کانوا صادقین فى ان محمدا تقوله من نفسه فلیأتوا بکلام مثله فانه بلسانهم و هم فصحاء زمانهم.


أمْ خلقوا منْ غیْر شیْ‏ء اى من غیر خالق خلقهم فوجدوا بلا خالق و ذلک مما لا یجوز ان یوجدوا بلا خالق أمْ هم الْخالقون لانفسهم و ذلک فى البطلان اشد، لان مالا وجود له کیف یخلق، فاذا بطل الوجهان قامت الحجة علیهم بان لهم خالقا فلیومنوا به و قال ابن کیسان ام خلقوا عبثا و ترکوا سدى لا یومرون و لا ینهون فهو کقول القائل فعلت کذا و کذا من غیر شی‏ء اى لغیر شی‏ء. أمْ هم الْخالقون لانفسهم فلا یجب علیهم لله امر.


أمْ خلقوا السماوات و الْأرْض عطف على قوله: أمْ هم الْخالقون و المعنى أ خلقوا انفسهم ام خلقوا السماوات و الارض. بلْ اى لم یخلقوا شیئا منها لا یوقنون اى لا یتدبرون فى الآیات فیعلموا خالقهم و خالق السماوات و الارض و سائر المخلوقات و قیل لا یوقنون و عد الله فهان علیهم المعاصى.


أمْ عنْدهمْ خزائن ربک یعنى خزائن العلم فیعلموا ان لا بعث و لا حساب، و قیل خزائن الرزق فلا یحتاجوا الى من یرزقهم و قال مقاتل معناه ا بایدیهم مفاتیح ربک بالرسالة فیضعوا حیث شاوا، هذا کقوله: أ همْ یقْسمون رحْمت ربک یعنى النبوة أمْ هم الْمصیْطرون و منه قوله: لسْت علیْهمْ بمصیْطر اى بمسلط، یقال تسیطر على فلان بالسین و الصاد اى تسلط. قرء ابن عامر بالسین هاهنا و فى قوله بمسیطر و قرء حمزه باشمام الزاى فیهما و قرء ابن کثیر هاهنا بالسین و قوله «بمسیطر» بالصاد و قرء الآخرون بالصاد فیهما، أمْ لهمْ سلم یسْتمعون فیه السلم المرقاة و کل سبب یصعد به، یسْتمعون فیه اى علیه کقوله: فی جذوع النخْل اى علیها و المعنى الهم سلم یرتقون الى السماء فیستمعون علیه الوحى و یعلمون ان ما هم علیه حق بالوحى فهم متمسکون به لذلک... فلْیأْت مسْتمعهمْ ان ادعوا ذلک، بسلْطان مبین حجة بینة و قیل معناه لیس معهم کتاب، فهل لهم سلم هو سبب الى بلوغ السماء و استماع ما یدعون الیه، و ان ادعوا انهم یستمعون من الملائکة ما یستغنون به عن الانبیاء، فلْیأْت مسْتمعهمْ بسلْطان مبین على صدق دعواه.


أمْ له الْبنات و لکم الْبنون هذا انکار علیهم و تسفیه لاحلامهم حیث جعلوا لله ما یکرهون و اختاروا له ما یانفون هم عنه کقوله: فاسْتفْتهمْ أ لربک الْبنات و لهم الْبنون.


أمْ تسْئلهمْ أجْرا اى جعلا على تبلیغ الرساله فهمْ منْ مغْرم مثْقلون اى من اداء ذلک مثقلون. المغرم الزام الغرم و الغرم المطالبة بالحاج.


أمْ عنْدهم الْغیْب قال قتادة هذا جواب لقولهم: نتربص به ریْب الْمنون.


یقول ا عندهم الغیب حتى علموا ان محمدا یموت قبلهم فهمْ یکْتبون اى یحکمون و الکتاب الحکم و منه‏


قول النبى (ص) لرجلین تخاصما الیه: ساقضى بینکما بکتاب الله اى بحکمه‏


و قال ابن عباس معناه أ عندهم اللوح المحفوظ فهم یکتبون ما فیه و یخبرون الناس به.


أمْ یریدون کیْدا اى مکروا بک فى دار الندوة، فالذین کفروا هم الْمکیدون الممکور بهم، یعود الضرر علیهم و لا یحیق الْمکْر السیئ إلا بأهْله، و ذلک انهم قتلوا ببدر.


أمْ لهمْ إله غیْر الله یرزقهم و ینصرهم سبْحان الله عما یشْرکون قال الخلیل ما فى هذه السورة من ذکر «ام» کلها استفهام و لیس بعطف.


و إنْ یروْا کسْفا من السماء ساقطا هذا جواب لقولهم: نسْقطْ علیْهمْ کسفا من السماء یقول لو عذبناهم بسقوط بعض من السماء علیهم لم ینتهوا عن کفرهم و یقولوا لمعاندتهم و فرط غباوتهم و درک شقاءهم هذا سحاب مرکوم بعضه على بعض یسقینا.


فذرْهمْ حتى یلاقوا یوْمهم الذی فیه یصْعقون اى لا ینفع انذار هولاء فدرهم حتى یلقوا یومهم الذى فیه یموتون. قرء عاصم و ابن عامر یصْعقون بضم الیاء اى یهلکون.


یوْم لا یغْنی عنْهمْ کیْدهمْ شیْئا و لا همْ ینْصرون اى لا ینفعهم کیدهم یوم الموت و لا یمنعهم من العذاب مانع.


و إن للذین ظلموا اى کفروا عذابا دون ذلک اى عذابا فى الدنیا، قبل عذاب الآخرة، قال ابن عباس یعنى القتل یوم بدر و قال مجاهد یعنى الجوع و القحط سبع سنین و قال البراء بن عازب یعنى عذاب القبر و لکن أکْثرهمْ لا یعْلمون ان العذاب نازل بهم.


و اصْبرْ لحکْم ربک الى ان یقع بهم العذاب الذى حکمنا علیهم و قیل و اصبر لحکم ربک اى لبلائه فیما ابتلاک به من قومک و لما حکم من تأخیر عذابهم فإنک بأعْیننا اى بمراى منا و بعلمنا و حفظنا و المعنى انک مراعى محفوظ محروس لا یصلون الیک بمکروه و قال ابن عباس اى نرى ما یعمل بک و سبحْ بحمْد ربک حین تقوم قال عطاء و سعید بن جبیر اى قل سبحانک اللهم و بحمدک حین تقوم من مجلسک فان کان المجلس خیرا لازددت احسانا و ان کان غیر ذلک کان کفارة له.


روى ابو هریرة عن النبى، (ص) قال من جلس فى مجلس کثر فیه لغطه فقال قبل ان یقوم سبحانک اللهم و بحمدک لا اله الا انت استغفرک و اتوب الیک، غفر له ما کان فى مجلسه ذلک.


و قال ابن زید معناه و صل بامر ربک حین تقوم من المنام، یعنى صلاة الصبح و قال الکلبى اى اذکر الله باللسان حین تقوم من فراشک الى ان تدخل الصلاة و قال الضحاک یعنى قل حین تقوم الى الصلاة الله اکبر کبیرا و الحمد لله کثیرا و سبحان الله بکرة و اصیلا. و قال الربیع اذا قمت الى الصلاة فقل سبحانک اللهم و بحمدک و تبارک اسمک و تعالى جدک و لا اله غیرک. و قیل هو سبحان ربى العظیم فى الرکوع و سبحان ربى الاعلى فى السجود.


و من اللیْل فسبحْه یعنى صلاة اللیل و قال مقاتل یعنى صلوتى المغرب و العشاء. قوله و إدْبار النجوم یعنى الرکعتین المسنونتین قبل صلاة الفجر و ذلک حین تدبر النجوم.


و فى الخبر انهما خیر من الدنیا جمیعا


و قیل هى فریضة صلاة الصبح و استدل بعضهم بهذا على ان الاسفار بصلاة الصبح افضل و کذلک قراءة یعقوب: و ادبار بفتح الالف لان النجوم لا ادبار لها و لا ادبار و انما ذلک بالاستتار عن العیون.